رحلت عن عالمنا مطلع هذا الأسبوع، الفنانة السورية فاطمة سعد، عن عمر ناهز 59 عامًا، حسب ما أعلنته نقابة الفنانين السوريين فرع دمشق، تاركة خلفها إرثًا غنيًا من الأداء التمثيلي والدبلجة التي صنعت من خلالها حضورًا لا يُنسى في ذاكرة جمهور الرسوم المتحركة والدراما العربية.
نظرت الأوساط الفنية العربية إلى فاطمة سعد كواحدة من أبرز الأصوات على الساحة طوال عقود، وارتبطت بذاكرة الطفولة لعدد كبير من الأجيال العربية، وقد نعتها عدة منصات إعلامية سورية وعربية، كما نعاه زملاؤها في الوسط الفني الذين وصفوها بأنها فنانة خلوقة ومتفانية في عملها حتى اللحظات الأخيرة.
بدأت فاطمة سعد مسيرتها الفنية في تسعينيات القرن الماضي، حيث عملت كممثلة صوتية مع استوديوهات دبلجة سورية، من أبرزها مركز الزهرة الذي ساهم في تعريب مئات الأعمال اليابانية الشهيرة، مثل مسلسلات الأنمي التي لاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي.
وكان لصوت فاطمة الحنون والقوي في آنٍ معًا، تأثير بالغ في إيصال مشاعر الشخصيات الكرتونية إلى الجمهور، حيث تميزت بقدرتها على تقمص أدوار متنوعة بكل إتقان.
ومن أشهر الشخصيات التي أدت فاطمة صوتها “الملكة سيرينا” في أنمي ساحرات البحار، وشخصية “الدكتورة فورا” في المحقق كونان، بالإضافة إلى أدوارها البارزة في مسلسلات مثل “ناروتو” و”ون بيس”.
وإلى جانب ذلك جسدت فاطمة سعد صوت “موسامي” في “هزيم الرعد”، “مازن” في “الكابتن ماجد”، “هاكو” في “ناروتو”، “ياوي” في “إيكوسان”، و”ميشو” في “ماوكلي”.
نُقل عن فاطمة سعد أنها لم تكن مجرد مؤدية صوت، بل كانت تؤمن بأن كل شخصية تحمل مشاعر ومعانٍ يجب نقلها بإحساس حقيقي، وهو ما جعلها تحظى بتقدير محبي الدبلجة وحتى من لم يكونوا من متابعي هذا النوع من الفن.
وإلى جانب عملها في الدبلجة، ظهرت فاطمة سعد في بعض الأعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحية، لكنها كانت تختار أدوارها بعناية، وكان التمثيل الصوتي شغفها الأساسي، حيث كانت ترى فيه وسيلة للوصول إلى قلوب الناس من خلف الشاشة، بصوتها فقط.
ولم تكن فاطمة سعد من الأسماء التي تلاحق الأضواء الإعلامية، إذ كانت معروفة بابتعادها عن السجالات الإعلامية، وحرصها على الخصوصية والتركيز على عملها، وقد أثنت العديد من التقارير على بساطتها وتواضعها، إلى جانب أخلاقها الرفيعة مع زملائها في الوسط.
