دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قبول طائرة “بوينغ 747-8” فاخرة من قطر، في خطوة أثارت موجة من الانتقادات، ودفعت الدوحة إلى إصدار بيان رسمي تنفي فيه تقديم أي “هدية” من هذا النوع، وبينما يرى رئيس الولايات المتحدة أن المسألة تُوظَّف سياسيًا ضده، يُحذّر خصومه من انتهاك خطير للدستور الأمريكي.
في منشور له على منصته “تروث سوشيال”، شن ترامب هجومًا لاذعًا على منتقديه، قائلًا إن “الديمقراطيين غاضبون لأننا حصلنا على طائرة جديدة وفاخرة مجانًا من دولة صديقة، بدلاً من إنفاق مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب”.
وأضاف “ترامب”، في لهجة تهكمية، أنه “لو كان أوباما أو بايدن قد قبلا بهذه الهدية، لكان الإعلام قد اعتبر ذلك نجاحًا دبلوماسيًا من الطراز الأول”.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن الطائرة ستُستخدم للصالح العام، وليس لمكاسب شخصية، وهو ما اعتبره مبررًا كافيًا لتبرئة موقفه قانونيًا وأخلاقيًا.
الطائرة المثيرة للجدل هي من طراز “بوينغ 747-8”، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 400 مليون دولار، كانت مملوكة للعائلة المالكة في قطر، وتم تجهيزها داخليًا بأعلى مواصفات الفخامة، وظلت محفوظة في منشأة بجنوب كاليفورنيا قبل أن تُنقل لاحقًا إلى مطار في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا.
وفقًا لتقرير نشرته شبكة “ABC News” ونقلته وكالة “Reuters”، فإن “ترامب” قام بزيارة الطائرة في فبراير 2025، حيث تم اطلاعه على تجهيزاتها، في وقت تبحث فيه القوات الجوية الأمريكية عن بدائل مؤقتة كطائرة رئاسية نتيجة تأخيرات في برنامج تسليم الطائرات الجديدة.
وتشير مصادر “ABC” إلى أن الصفقة غير المعلنة كانت تتضمن استخدام الطائرة بشكل مؤقت في الخدمة الرئاسية، ومن ثم تحويلها إلى “مكتبة ترامب الرئاسية المتنقلة”.
نفت الحكومة القطرية على لسان المتحدث باسم سفارتها في واشنطن، علي الأنصاري، أن تكون الطائرة قد قُدمت كهدية لترامب.
وقال الأنصاري، في تصريح نشره موقع “Politico”، إن الطائرة “لا تزال مملوكة لجهة خاصة قطرية، وأن المناقشات الجارية بشأنها تتم فقط بين وزارة الدفاع القطرية ونظيرتها الأمريكية في إطار تنسيق فني، ولا علاقة لها بأي طرف سياسي أو شخصي”.
وأضاف البيان أن “أي تقارير تشير إلى أن قطر قدمت هدية لترامب هي تقارير غير دقيقة”، مؤكدًا أن القضية تُضخّم إعلاميًا لأهداف سياسية.
وسارع السيناتور الديمقراطي تشاك شومر إلى التعليق ساخرًا: “لا شيء يقول ‘أمريكا أولاً’ مثل طائرة إير فورس وان مقدمة من قطر”، في إشارة إلى شعار ترامب السياسي الشهير.
وحذّر عدد من خبراء القانون الدستوري من أن قبول ترامب طائرة بهذا الحجم من حكومة أجنبية من دون موافقة الكونغرس قد يمثل انتهاكًا مباشرًا لما يُعرف بـ”بند المكافآت” في الدستور الأمريكي، والذي يمنع أي مسؤول فيدرالي من تلقي هدايا أو مدفوعات من حكومات أجنبية من دون إذن تشريعي صريح.
