غاب الكيان المحتل عن جدول جولة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط التي بدأها في المملكة وستنتهي في الإمارات مرورًا بدولة قطر. وهذا الغياب يثير الكثير من القلق لدى نتنياهو الذي يراقب الرحلة من الهامش.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتجاهل فيها رئيس أمريكي التوقف في الأراضي المحتلة في زيارة للشرق الأوسط، إذ فعلها باراك أوباما من قبل في عام 2009، وهو ما اعتبره نتنياهو بمثابة إهانة له وتسبب في تدهور العلاقات مع الرئيس الأسبق حتى الآن. ويأتي ذلك في الوقت الذي يفاجئ ترامب المسؤولين الإسرائيليين بقرارات وتصرفات غير متوقعة تثير الكثير من القلق في تل أبيب ومن بينها إعلان محادثات مع إيران واتفاق مع الحوثيين في اليمن ومحادثات مباشرة مع حماس.
بحسب ما نقلته شبكة CNN عن مصادر مطلعة، فإن مسؤولين إسرائيليين حاولوا الاستفسار عن إمكانية توقف ترامب في تل أبيب خلال رحلته، لكن الرئيس بدد آمالهم الأسبوع الماضي عندما أعلن أنه لا يخطط للتوقف في الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى أنه ربما يفعل ذلك في وقت لاحق.
وربما كان ترامب سيضيف محطة الأراضي المحتلة إلى أجندة رحلته إلى الشرق الأوسط، إذا كان هناك مكسبًا محتملًا مثل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو خطة جديدة لإدخال المساعدات الإنسانية أو غيرها، ولكن مع رغبة إسرائيل في توسيع نطاق الحرب في غزة واستبعاد احتمالات التوصل لوقف الحرب فهذه النتائج غير مرجحة.
وبدأ ترامب رحلته بزيارة إلى المملكة التقى خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وناقشا العديد من القضايا المحلية والإقليمية ووقعا مجموعة من الاتفاقيات. وأنهى الرئيس الأمريكي زيارته متوجهًا إلى دولة قطر لتكون محطته الأخيرة في دولة الإمارات. وقال ترامب في حديثه للصحفيين على متن طائرته بعد انتهاء الزيارة إن الكيان المحتل لم يُهمش في زيارته إلى الشرق الأوسط، وأن بناء علاقات جيدة مع دول الخليج سيعود بالنفع على الكيان. مؤكدًا أن الزيارة إلى الأراضي المحتلة ستأتي في المستقبل القريب.
وتعهد ترامب خلال القمة الخليجية – الأمريكية في الرياض، اليوم الأربعاء، بالعمل على إنهاء الحرب في غزة وتأمين عودة الرهائن الأمريكيين.
قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ألون بينكاس، إن نتنياهو لا يتمتع سوى بقدر ضئيل من النفوذ في واشنطن، كما أن ترامب لا يرى بحوزة رئيس وزراء الاحتلال ما يسعى للحصول عليه، وهذا على النقيض من دول الخليج. ويسعى ترامب لعقد صفقات شراء أسلحة ضخمة لتعزيز الصناعة الأمريكية، وتحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يدعم فترة ولايته الثانية ويحقق له المزيد من المكاسب. ويقول بينكاس إن نتنياهو لم يعد يمتلك أي أوراق ضغط لاستخدامها ضد إدارة ترامب.
وبات نتنياهو في قلق بسبب خطوات الولايات المتحدة الأخيرة والتي كان أبرزها عقد محادثات مع إيران خلال الأسابيع الماضية حول ملفها النووي دون أن يستبعد إمكانية احتفاظ طهران ببعض القدرات النووية المدنية؛ ووافق على وقف إطلاق نار مع الحوثيين دون الاتفاق على توقف هجماتها على الأراضي المحتلة. وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، لم يعد ترامب يُطالب السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كشرط لتسهيل برنامج نووي مدني سعودي محتمل بين البلدين.