وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إلى السعودية، كأول محطة في جولته الخارجية الثانية في ولايته الجديدة كرئيس للولايات المتحدة، فلماذا اختار المملكة تحديدًا؟
تأتي زيارة “ترامب” إلى الشرق الأوسط في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا، بسبب الحرب على غزة التي انخرطت فيها دول مجاورة، وغياب الاستقرار في بلدان مثل السودان وسوريًا، فضلًا عن مشهد الاقتصاد العالمي الضبابي.
وفي حين أن الرئيس الأمريكي قدم إلى السعودية بينما يضع نصب عينيه تعزيز التعاون الاقتصادي والتحالف التاريخي بين البلدين، فإنه لا يغفل أن المملكة تمثّل أهمية عظمة لتجاوز هذه المعضلات، حيث يرى محللون أنه يريد إرسال رسالة مفادها أن الشرق الأوسط الجديد يبدأ من الرياض.
أوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق، ألبرتو فرنانديز، في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية” أن استهلال رئيس الولايات المتحدة جولته الخارجية بزيارة إلى السعودية يمثّل اعترافًا بدور المملكة القيادي في المنطقة والعالم.
وأضاف “فرنانديز”: “لم تعد السعودية مجرد شريك إقليمي، بل أصبحت دولة ذات ثقل عالمي في ملفات كبرى تشمل الطاقة والأمن والتنية والتسويات الدولية”.
وأشار رئيس تحرير صحيفة “عكاظ”، جميل الذيابي، أن “ترامب” افتتح جولته الخارجية الأولى في ولايته الرئاسية السابقة بزيارة إلى السعودية.
وبيّن أن هذا النهج يعكس النظرة الأمريكية للتحولات التي جعلت السعودية قوة صاعدة عالميًا، مشيرًا إلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والتفاهم مع دور الجوار، فضلًا عن الانفتاح الدبلوماسي على قضايا مثل الملف الإيراني وحرب غزة، ما يجعل البلاد طرفًا رئيسيًا في أي تسوية محتملة.
بالعودة إلى زيارة “ترامب” الماضية إلى السعودية، والتي أجريت عام 2017، أوضح مسؤول في الإدارة الأمريكية لشبكة “ABC News” لماذا يفضل رئيس الولايات المتحدة التوجه إلى المملكة قبل أي دولة أخرى.
وقال المصدر حينها: “سبب اختيارنا للسعوديين أولاً هو كون البلاد تضم خادم الحرمين الشريفين، وما يريد الرئيس القيام به هو حل نفس المشكلة التي يريد الكثير من الزعماء في العالم الإسلامي حلها”.
وشدّد المسؤول على أن السعودية هي مهد الإسلام وموقع اثنين من أقدس المواقع الدينية؛ لذا فإن الإدارة الأمريكية تتوقع من المملكة أن تجمع عددًا من القادة من الدول ذات الأغلبية المسلمة من أجل مناقشة المصالح المشتركة كمجموعة.
وقال المسؤول “لقد اعتقدنا أن هذا هو المكان المناسب للبدء والنظر إلى إحدى أكبر المشاكل التي نواجهها في العالم اليوم وهي التطرف الراديكالي والتي يتعين علينا مكافحته”.