كشفت دراسة حديثة أن فوائد التمارين الرياضية يمكن أن تختلف باختلاف الجنس، إذ يمكن أن يستفيد بعض الأشخاص بشكل أكبر من فوائد ممارسة الرياضة المتمثلة في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة.
وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب في عام 2024، والتي أُجريت على عينة قوامها أكثر من 412 ألف بالغ أمريكي تتراوح أعمارهم بين 27 و61 عامًا نصفهم تقريبًا من الإناث، أن النساء يستفدن بفوائد الرياضة أكثر من الرجال، بحسب موقع “لايف ساينس”. وقالت الدكتورة مارثا جولاتي، مديرة قسم أمراض القلب الوقائية في معهد سميدت للقلب والمؤلفة المشاركة في الدراسة، في بيان، إن الدراسة اكتشفت أن النساء يمكنهن الاستفادة بكل دقيقة في ممارسة الرياضة بشكل أكبر من الرجال، وقالت إنها فكرة تساعد على تحفيز النساء على القيام بالتمارين الرياضية.
خلال الدراسة، قام الباحثون بجمع بيانات النشاط البدني للمشاركين من خلال المسح الوطني للمقابلات الصحية (NHIS)، وهو أكبر وأطول مسح صحي في الولايات المتحدة. ونظرت الدراسة في البيانات التي تم جمعها بين عامي 1997 و2017. وشملت الأسئلة التي جاءت ضمن الاستبيان استفسارات عن أنواع التمارين الرياضية التي يمارسها المشاركون وتكرارها ومدتها وشدتها، كما شمل الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية للمشاركين، وحالاتهم الصحية. وشملت الدراسة الأشخاص الذين كانوا يعانون حالات صحية معينة في بداية فترة الدراسة، مثل أمراض القلب التاجية أو السرطان.
وقال 32% من النساء و43% من الرجال المشاركين في الدراسة إنهم يمارسون تمارين هوائية بانتظام، أي لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا. وبمقارنة تلك الأرقام بالأشخاص غير النشيطين من نفس الجنس، وجدوا أن نسبة الوفيات الناجمة عن أي سبب لدى النساء اللواتي يمارسن الرياضة، تراجعت بانتظام بنسبة تصل إلى 24%. أما بالنسبة للرجال الذين يمارسون الرياضة بانتظام، فقد بلغت نسبة انخفاض الوفيات 15% فقط.
ووجدت الدراسة أن النساء اكتسبن فوائد البقاء على قيد الحياة بسرعة أكبر من الرجال، إذ وصلت نسبة الوفيات بين الرجال إلى 18% لجميع الأسباب، وكان أعلى انخفاض في خطر الوفاة عند حوالي 300 دقيقة من النشاط البدني المتوسط إلى الشديد أسبوعيًا. أما النساء، فقد حظين بفائدة مماثلة في أقل من نصف تلك المدة، عند حوالي 140 دقيقة من النشاط البدني المتوسط إلى الشديد أسبوعيًا.
وحظيت النساء اللاتي تدربن لفترات أطول كل أسبوع بفائدة أكبر، حتى وصلن إلى ذروتهن عند حوالي 300 دقيقة من النشاط البدني الأقصى الأسبوعي. وبشكل عام تمتعت النساء بفوائد أكبر نسبيًا لأي كمية من التمارين مارسونها مقارنة بالرجال. وبالمقارنة مع الأفراد غير النشطين، انخفضت مخاطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء اللاتي مارسن نشاطًا بدنيًا هوائيًا بنسبة 36%، بينما بلغت هذه النسبة لدى الرجال النشطين حوالي 14%. وأسفرت تقوية العضلات عن نتائج مماثلة، حيث انخفضت مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 30% لدى النساء و11% لدى الرجال، مقارنةً بالقيمة الأساسية.
وكانت النتائج مفاجئة بشكل أكبر بالنسبة للنساء اللاتي مارسن تمارين تقوية العضلات، إذ انخفضت معدلات الوفيات بسبب أمرض القلب والأوعية الدموية لديهن بنسبة 30%.
