كشف مسؤول أمريكي ومصادر مطلعة وكالة أكسيوس، أن إدارة ترامب قدمت مقترحًا مكتوبًا بشأن الاتفاق النووي إلى إيران وذلك خلال الجولة الرابعة من المفاوضات بين الجانبين يوم الأحد الماضي.
وتُعد تلك المرة الأولى التي تقدم فيها واشنطن مقترحًا مكتوبًا إلى طهران يخص الاتفاق النووي منذ بدء المحادثات في أبريل الماضي. وعاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى طهران حاملا المقترح للتشاور مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان ومسؤولين كبار آخرين.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال خلال تواجده في المملكة قبل يومين إنه قدم ما وصفه بـ “غصن الزيتون” إلى الإيرانيين، وأكد أن هذا العرض لن يدُم طويلًا وأن عليهم الاختيار. وخلال الجولة الأولى من المفاوضات سلمت إيران متمثلة في عراقجي وثيقة تتضمن مجموعة من المطالب إلى ويتكوف الذي أكد بدوره أن الوقت لا يزال مبكرًا على ذلك وأنه يرغب في بناء علاقات ودية.
وفي الجولة الثالثة، سلم عراقجي مرة أخرى وثيقة مكتوبة إلى ويتكوف تتضمن تحديثات على المقترحات الإيرانية، وهذه المرة قبلها ويتكوف. وبعد دراسة وتحليل لمطالب من قِبل خبراء أمريكيين للوثيقة، أرسلت واشنطن مجموعة من الأسئلة وطلبات التوضيح التي ردت عليها إيران بمجموعة أخرى من الأسئلة والاستفسارات.
ولم يكتف ويتكوف بالوثيقة الإيرانية، ولكنه أعد بمساعدة فريقه مقترحًا أمريكيًا يحدد معايير إدارة ترامب للبرنامج النووي المدني الإيراني ومتطلبات المراقبة والتحقق، حسبما ذكرت المصادر. ولم يذكر ويتكوف أو مساعديه صراحة أي تفاصيل بشأن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مستقبلًا بموجب اتفاق، ولكنه وضح موقف إدارة ترامب في الوثيقة المكتوبة.
قال مستشار كبير لخامنئي لشبكة “إن بي سي نيوز” الأربعاء، إن إيران مستعدة للتوقيع على اتفاق يسمح لها بتخصيب اليورانيوم في المستويات الدنيا اللازمة للاستخدامات السلمية والتخلي عن المخزونات عالية التخصيب، مقابل رفع العقوبات الأمريكية والغربية عنها. ويوم الأربعاء الماضي، ناقش ويتكوف مع مجلس الأمن الدولي المقترح الأمريكي إلى إيران، واصفًا إياه بأنه “أنيق”.
وشدد ويتكوف على أن المفاوضات تحتاج إلى مزيد من التقدم ولكنه بشكل عام أعرب عن رضائه عن نتائج الجولة الرابعة من المفاوضات التي أُجريت قبل يوم واحد من رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط، بحسب محضر اجتماع اطلعت عليه وكالة “أكسيوس”. من جانبه، قال ترامب لأمير قطر الشيخ تميم آل ثاني خلال لقائهما يوم الأربعاء: “آمل أن تتمكنوا من مساعدتي في التعامل مع الوضع الإيراني. إنه وضع خطير، ونريد أن نفعل الصواب”. وأكد ترامب على أنه يريد تجنب الحرب خوفا من خروج الأمور عن السيطرة.