شهدت منطقة شرق البحر المتوسط في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 14 مايو 2025، زلزال جزيرة كريت متوسط القوة الذي ضرب ضرب قبالة سواحل هذه المنطقة اليونانية، وبلغت قوته 5.9 درجة على مقياس ريختر بحسب معهد البحوث الفلكية المصري.
ورغم أن مركز الزلزال كان بعيدًا عن السواحل المصرية، إلا أن سكان مناطق واسعة من البلاد، خاصة القاهرة الكبرى والدلتا، أفادوا بشعورهم بهزة أرضية مفاجئة أيقظت بعضهم من النوم وأثارت تساؤلات حول مدى تأثيره.
وقع زلزال جزيرة كريت تحديدًا عند الساعة 1:51 صباحًا بتوقيت القاهرة، في نطاق البحر المتوسط، قرب جزيرة كارباثوس اليونانية، وهي جزيرة تقع ما بين كريت ورودس.
أفادت “هيئة المسح الجيولوجي الألمانية” بأن زلزال جزيرة كريت وقع على عمق 35 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وهو ما جعله محسوسًا لمسافات بعيدة نسبيًا.
وبحسب بيانات مرصد الزلازل المصري التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية، فقد كان موقع الزلزال عند خط عرض 35.62 شمالًا وخط طول 27.65 شرقًا، وهو موقع يُعد متوسط البُعد عن السواحل الشمالية لمصر.
ورغم البعد الجغرافي، وصلت آثار الزلزال إلى الأراضي المصرية، حيث شعر به السكان في محافظات عدة، من بينها القاهرة والجيزة والقليوبية والدقهلية والمنوفية.
رغم أن المسافة بين مركز الزلزال والمناطق المصرية المتأثرة تزيد على 400 كيلومتر، فإن عددًا من العوامل الجيولوجية والهندسية ساهمت في انتقال الموجات الزلزالية إلى الأراضي المصرية بهذا الوضوح.
أوضح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن طبيعة الطبقات الأرضية في الدلتا والقاهرة الكبرى، والتي تتكون في أغلبها من تربة طينية رخوة، تؤدي إلى تضخيم الموجات الزلزالية، مما يجعل الهزات أكثر وضوحًا مقارنة بمناطق أخرى صخرية.
وأضاف أن عمق الزلزال النسبي 35 كيلومترًا ساعد في امتداد تأثيره عبر نطاق واسع، وهو ما يُفسر شعور المصريين به رغم بعد مركزه الجغرافي.
وطمأنت الجهات الرسمية في مصر المواطنين بأن الزلزال لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، ولم يتم تسجيل بلاغات بشأن تصدعات أو انهيارات في المباني.
وأشار المعهد القومي للبحوث الفلكية أن مثل هذه الزلازل لا تستدعي القلق، لكنها تذكير بأهمية متابعة سلوك الأرض في منطقة البحر المتوسط، التي تُعرف بأنها نشطة زلزاليًا.
وتعد منطقة شرق المتوسط واحدة من أكثر المناطق عرضة للنشاط الزلزالي في العالم، بسبب التقاطع بين صفائح تكتونية نشطة، من بينها الصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوراسية.