يبدو أن الأمور عادت إلى طبيعتها مرة أخرى في الأسواق العالمية بعد موجة الاضطرابات التي شهدتها على مدار 6 أسابيع ماضية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في “يوم التحرير”. وخلال الفترة الأخيرة، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تقاربًا أدى إلى تعليق الرسوم الجمركية بين البلدين لمدة 90 يومًا، وهو ما انعكس على أسواق الأسهم الآسيوية مع مكاسب قوية في اليابان بعد ارتفاع في الولايات المتحدة.
وبينما تسبب منشور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد حول ارتفاع أسعار الأدوية في الولايات المتحدة في عمليات بيع ضخمة في أسهم شركات الأدوية اليابانية يوم الاثنين، فإن الأمر التنفيذي الفعلي للرئيس الأمريكي المتعلق بخفض محتمل في أسعار الدواء، يركز بشكل أكبر على الأدوية الأرخص في الخارج، مما أدى إلى انتعاش أسهم الرعاية الصحية في مؤشر نيكي (N225).
وربما تتسبب تعليقات ترامب على علاجات السمنة المختلفة المتمثلة في إبر الحقن من شركة نوفو نورديسك (NOVOb.CO) وإيلاي ليلي (LLY.N)، في فرض المزيد من الضغوط لخفض التكاليف في الولايات المتحدة وزيادتها في أوروبا. على الجانب الآخر، سجل الدولار الأميركي تراجعا طفيفا في آسيا، لكنه لا يزال محتفظا بمعظم مكاسبه مقابل الين واليورو والفرنك السويسري بعد الإعلان عن الهدنة التجارية. ورغم ذلك فإن حالة عدم اليقين بشأن التأثيرات التي يمكن أن تحدث بعد الشهور الثلاثة المقبلة قد تتسبب في التأثير سلبًا على معنويات المستثمرين.
وتُشير العقود الآجلة للأسهم إلى افتتاح ضعيف في أوروبا وتراجع في الولايات المتحدة. ويتوقع المحللون رؤية تعاف في معنويات المستثمرين الألمان عندما يصدر معهد ZEW للأبحاث الاقتصادية بياناته لشهر مايو اليوم الثلاثاء. بعد أن تسببت التعريفات الجمركية في تراجع الروح المعنوية لأدنى مستوياتها منذ حرب أوكرانيا.
ومن المقرر أن تمنح أرقام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في الولايات المتحدة إشارة حول توقيت التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وبحسب تقديرات المتداولين فإنه من المرجح أن تنخفض الأسعار بمقدار 57 نقطة أساس خلال هذا العام، متراجعة عن أكثر من 100 نقطة أساس في منتصف أبريل.