شهدت مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا نموًا هائلًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتقترب من ثلاثة أضعاف حجمها في 2021، مدفوعة بارتفاع قوي في الطلب داخل السوق الصيني. ووفقًا لبيانات “EV-volumes” التي نقلتها وكالة الطاقة الدولية (IEA)، فقد بلغت تسجيلات السيارات الكهربائية الجديدة 17.3 مليون سيارة في عام 2024، مقارنة بـ 6.5 مليون فقط في عام 2021، ونتناول في هذا المقال وكذا الإنفوجرافيك المرفق تصدر الصين في مبيعات السيارات الكهربائية على حساب الولايات المتحدة وأوروبا.
تُعد الصين المحرك الأكبر لهذا النمو، حيث ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بأكثر من 250% منذ عام 2021، مما يعزز مكانتها كأكبر سوق للسيارات الكهربائية عالميًا. وساهمت السياسات التحفيزية والدعم الحكومي في تعزيز الاعتماد على المركبات الكهربائية وتقليل الانبعاثات.
تواصل أوروبا احتلال المرتبة الثانية، مع نمو بنسبة 40% في التسجيلات خلال السنوات الثلاث الماضية. أما في الولايات المتحدة، فقد تجاوزت المبيعات 1.5 مليون سيارة للمرة الأولى في 2024، لكن الحصة السوقية للسيارات الكهربائية لا تزال أدنى بكثير من مثيلاتها في الصين وأوروبا.
ورغم أن الصين وأوروبا والولايات المتحدة تشكل أكثر من 90% من إجمالي المبيعات عالميًا، إلا أن الأسواق الناشئة في آسيا وأمريكا اللاتينية بدأت في تسجيل نمو ملحوظ. ففي عام 2024، قفزت المبيعات في هذه الأسواق بأكثر من 60% لتصل إلى نحو 600 ألف مركبة، أي ما يعادل حجم سوق السيارات الكهربائية في أوروبا قبل خمس سنوات. وسجلت منطقة جنوب شرق آسيا نموًا بنسبة 50%، لتبلغ حصة السيارات الكهربائية نحو 9% من إجمالي مبيعات السيارات في المنطقة، مما يعكس تحولًا في أنماط التنقل واعتمادًا متزايدًا على الطاقة النظيفة.
على الرغم من هذا النمو اللافت، فإن قطاع السيارات الكهربائية لا يخلو من التحديات. إذ تواجه الصناعة عقبات تتعلق بارتفاع الأسعار، وتوفير المعادن الأساسية للبطاريات، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين التجاري العالمي. وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن معالجة هذه التحديات سيكون مفتاحًا لضمان استمرار الزخم والنمو في أسواق جديدة، وتعزيز تحول قطاع النقل نحو بدائل أكثر استدامة.